آخر المواضيع

mercredi 11 février 2015

وصية عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده

بسم الله الرحمن الرحيم، رب يسر وأعن يا كريم..
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الرسل والنبيين، لاسيما خاتمهم العربي نبينا محمد ذي المقام المأنوق في أعلى عليين، والرضاء عن آله الطاهرين، وأصحابه والذين اتبعوهم بإحسان أجمعين.

أما بعدُ:
فقد التقطنا لك - أقر الله عينًا بك - في هذي المقالات جملةً من وصايا آباء أَلِبَّاء لمؤدبي أبناءهم ومعلميهم من أمَّات كتب الأخبار والأدب... ونصصنا كل وصية إلى بعض الأسفار التي وقفنا عليها فيها كما قد صنعنا في "وصايا الآباء للأبناء". وبالله التوفيق.

وصية عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده
قال عتبة بن أبي سفيان لعبد الصمد مؤدب ولده:
«ليكن أول ما تبدأ به من إصلاحك بَنِيَّ إصلاحك نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت.

علِّمْهم كتاب الله، ولا تكرههم عليه فيَمَلُّوه، ولا تتركهم منه فيهجروه.

ثم روّهم من الشعر أعفَّه، ومن الحديث أشرفه.

ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مَضَلَّةٌ للفهم[1].

وعلمهم سِيَرَ الحكماء وأخلاق الأدباء، وجنبهم محادثة النساء.

وتهددهم بي، وأدّبهم دوني.

وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء.

ولا تتكل على عذري، فإني قد اتكلت على كفايتك، وزد في تأديبهم أزدك في بري إن شاء الله تعالى».

[أوردها أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في "البيان والتبيين" (ج2/ ص35-36)، طبعة القاهرة 1332هـ التي صورتها دار الكتب ببيروت ونشرتها غُفْلاً من التاريخ.

ونتف منها في كتاب "العيال"، و"عيون الأخبار"، و"محاضرات الأدباء" للراغب، و"ربيع الأبرار" للزمخشري، و"التذكرة الحمدونية" (ج1/ ص354) رقم (888).

وهي منسوبة في المطبوع من "العِقد" (ج2/ ص243/ تحقيق العريان) إلى عمرو بن عتبة!

وخرَّجها أبو نعيم في "حلية الأولياء" (ج9/ 147)، لكن وقع عنده ذا الكلام على أنه من وصية الشافعي لأبي عبد الصمد مؤدب ولد هارون الرشيد!].
♦♦♦♦

ومما يُروى من وصيته لولده ما أخبر به ابنه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، قال: كنت أساير أبي ورجل يقع في رجل[2]، فالتفت إليَّ أبي، فقال:
(( يا بني، نَزِّه سمعك عن استماع الخَنَا[3] كما تُنَزِّه لسانك عن الكلام به؛ فإن المستمع شريك القائل.

ولقد نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفرغه في وعائك، ولو رُدَّتْ كلمةُ جاهل في فيه؛ لسَعِدَ رادُّها كما شقي قائلُها )).

[ "عيون الأخبار" للإمام ابن قتيبة رحمه الله. وأوردها أبو عمر ابن عبد البر في "بهجة المجالس" (ق1/ ج1/ ص400) وسمى الولد عَمرًا


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

نموذج الاتصال

Nom

E-mail *

Message *

Traduction ترجمة

التسميات