آخر المواضيع

mercredi 11 février 2015

الشباب صيد للذئاب ما لم يتحصنوا بالكتاب والآداب

الشباب صيدٌ للذئاب

ما لم يتحصنوا بالكتاب والآداب


﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ [الكهف: 13]

إن الشباب هم السواعد التي تحمل الأعباء الشاقة في المجتمع، وهم أنقى فطرة، وأرقُّ قلوبًا، وأكثر استعدادًا للجهاد في كل الميادين.

لذلك فإن الشباب يومَ أُحُدٍ هُمُ الذين أَلَحُّوا على الخروج؛ اشتياقًا لِلِقاءِ العدو، وطمعًا في استدراك ما فاتهم يوم بدر، وحذرًا من ظَنِّ المُشْركِين أن الجُبن قد سيطر علينا، فلم نَبْرُزْ إليهم..

كما أن شهداء بئر معونة كانوا سبعين شابًا من حفظة القرآن، قد أوقفوا أنفسهم على الجهاد في سبيل الله، وكانوا رهبانًا بالليل فرسانًا بالنهار، لا يهابون الموت، ولا يأبهون لزينة الحياة الدنيا.

رسالة آية المقال:
إن هذه الآية تَذْكُرُ من نبأ أهل الكهف؛ لتعلموا علم اليقين أنهم كانوا فتية شبابًا قد آمنوا بربهم، وكفروا بما كان عليه قومهم من الإقرار بألوهية مَلِكٍ، كان يدعي أنه ربهم الأعلى، وقد زادهم مولاهم تبارك وتعالى هدىً إلى هداهم يوم رَبَطَ على قلوبهم، وثَبَّتَ أقدامهم، ساعة قاموا بين يدي الملك، وأعلنوا أن ربهم هو رب السموات والأرض الذي فطرهن، وأنهم لن يتخذوا من دونه إلهًا، فإن من اتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحبِّ المؤمنين لله، فإنَّ جَهَنَّم جزاؤهم جزاءً موفورًا، وقد قالوا إذًا شططًا.

إبراهيم النبي الفتي:
إن سيدنا إبراهيم عليه السلام يوم حَطَّم الأصنام وحده، كان فتىً يافعًا، وقد تحدى الجاهلية بمفرده، وواجه التحريق بالنار، لكنها كانت بردًا وسلامًا عليه، وقد جاء في سورة الأنبياء: ﴿ قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾ [الأنبياء: 59، 60]

الوصايا الثمانية:
ومن هنا فإن على الشباب مسؤوليةً كبرى، وواجباتٍ جسامًا، ولا بُدَّ لهم أن يتأهلوا أولاً لها، ويتأهبوا ثانيًا لتلقي التكاليف المطلوبة، ومن أجل هذه الرسالة السامية فإنني أسجل قبضة من الوصايا والنصائح في البنود الثمانية التالية:
1- وجوب مضاعفة الهمة في التحصيل العلمي؛ فإننا اليوم نتوجع من تدني المستوى العام للطلبة، وهذا يُنْذِرُ بِجَيشٍ من أشباه الأميين.

2- ومن أجل ذلك فإنني أنصح أن تُحَضِّرَ، ثم تُحَاضِر، ثم تستحضر، أي: أن تطالع الدروس قبل أن يتناولها المدرسون بالشرح، مع لزوم مذاكرتها بعد العودة إلى البيت، وضرورة الانتباه واليقظة والتفاعل أثناء المحاضرة.


3- إن حاجتنا إلى المتفوقين في كل تخصصٍ نافعٍ أشدُّ من حاجتنا إلى إجادة السلاح، ودقة الرماية، لذلك فَلَيْسَ المَطْلوبُ هو الحصول على الشهادة، إنما الحاجة إلى مُزاحمةِ الأوائل لتكون في زمرتهم، أو في رأس قائمتهم.


4- وإلى جانب الاهتمام بالدراسة فالواجب الأخذ بحظٍّ وافرٍ من فهم الإسلام، وحفظ القرآن، ثم الإلمام بوعي الواقع الاجتماعي والسياسي، وقراءة الكتب الفكرية، ومطالعة الصحف يومية أو أسبوعية، أو مجلاتٍ شهرية، أو نشراتٍ جدارية.


5- ولا بد من الانخراط في النشاط، سواء كان في المدرسة، أو المسجد، أو النوادي، وبالأخص ما تعلق بالمحاضن التربوية، وجلسات العبادة، والتزود من الإيمان، والتقوى.


6- ولما كان أبناء الدعوة الإسلامية هم الأُسْوةُ لغيرهم، وقد جعلهم ربهم للمتقين إمامًا، فالواجب أن يَرَى الآخرون همتهم في الصلاة، ونافلة الصيام، وشيء من الصدقة، وغيرها من العبادات.


7- إن الأخلاق الرفيعة هي ثمرة العلم والأدب، فاخفضوا للوالدين جناح الذل من الرحمة، وكونوا مع الأساتذة والمدراء متواضعين مطيعين، وفي المجتمع خدمًا ورحيمين.


8- وإياكم ورفقاء السوء؛ فإن عاقبة ذلك التردي في أوحال الانحراف والرذيلة، وهي أقرب السبل إلى العمالة والخيانة، ولتعلموا أنكم هدفٌ لسهام المخابرات الصهيونية، ولا عاصم إلا الله، وعليه فتوكلوا؛ فإذا فعلتم فإنكم الغالبون، وإن حزب الله هم المفلحون.


ومن يتوكل على الله فهو حسبه.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

نموذج الاتصال

Nom

E-mail *

Message *

Traduction ترجمة

التسميات