آخر المواضيع

mercredi 11 février 2015

أطفالنا وبدعة " الطاقة "

أطفالنا وبدعة " الطاقة "


وأقصِد البِدعة التي أخذت شكْل مشروبات، احتارت بشأن تصنيفها الدولُ بين: إضافة غذائيَّة، ومشروب، ودواء؛ لتُبقِيها تحت الرَّقابة والإشراف، بينما أفلتت في دول أخرى من أي رَقابة.

فيشتريها الطفلُ، ويجلس يتناولها في الأماكن العامة دون حَرَج، وهو أصلاً محظور عليه تناولها، ويُفرِط في تناولها الشابُّ مُتجاوِزًا الحدَّ المسموح يوميًّا (المشار له على العبوَّة) فيسقط مُنهارًا، وقد يُودِّع الحياةَ!

انتشار مشروبات الطاقة ومزْج الخيال بالواقع:
انتشرت تلك المشروبات بين أبنائنا انتشار النار بالهشيم، والأسوأ أنه انتشر بينهم أنها لا تضُرُّ، وما يتم تداوله عن خطورتها مجرد مبالغات، وهم اطمأنُّوا لذلك، فبالَغوا بدورهم في تناوُلها؛ لأنها ستمنحهم القوةَ والسعادة! عِلْمًا أن مردَّ "الطاقة الوهميَّة" التي تُقدِّمها هو خصائص المواد الداخلة في تركيبها (وخاصة "الكافيين")، مِثْل: التحفيز الشديد للجهاز العصبي، والدورة الدموية، ومِن ثَمَّ زيادة تَدفُّق الدم في العضلات وارتفاع ضَغْط الدم، وبالتالي طَرْد النُّعاس، والشعور بفورة نشاط، سرعان ما تزول مع هبوط تركيزها في الدم، وبالتالي يشعر الفتى بالرغبة في تَناوُل المزيد، ليُدخِل نفسَه في حلقة مَعيبة مُغلَقة، قد تتحوَّل لإدمان (وليس مجرد اعتياد)، كما تذكُر المصادر الطبية حاليًّا.

وهذه نقاط عملية، أضعها بين يدي القراء؛ لأخذ العلم:
إنذار صحي: "يُمنَع............":
أولاً: في التحذيرات التي تُكتَب بخط صغير على العبوَّة - أو أنها لا تُكتَب - لا سيما في العالم الثالث - كما قرأتُ في أكثر من مصدر، وأنا أكاد لا أُصدِّق - نجدَ التنبيه من خطورتها دون عمر 18 سنة، والمنع قاطِع لها دون الـ(16) من العمر، مع المزيد من أسباب الحظر كما يلي:
A health warning on a can of Power Horse energy drink: "Consumption of more than two cans in a day may be harmful to your health. Not to be used for pregnant women، breast feeders،children under the age of 16، people with heart disease، high blood pressure، diabetes، allergy to caffeine، and athletes during exercise

وهذه ترجمة تلك التحذيرات المطبوعة على أحد مشروبات الطاقة في دولة غربية:
"إن تَناوُل أكثر من عبوتين باليوم (قد) يكون ضارًّا بصحتك، لا يُستعمَل للحوامل والمُرضِعات والأطفال دون (16) عامًا من العمر، ولا الذين يُعانون من مرض قلبي أو ارتفاع ضغط الدم، أو الداء السكري، أو التحسس للكافيين، أو الرياضيين خلال التمارين".

وهي تحذيرات تطرح أسئلة:
تحذير أم ترغيب؟: إذ علاوة على أنها تُكتَب لتكون غير مرئيَّة (خط صغير جدًّا في زاوية ضيقة على العبوات)! فإن الجهات المُنتِجة لتلك المشروبات تَحرِص على محو أثرها بطَبْع الشعارات والرسوم الصارخة، وكتابة الفوائد الوهميَّة على العُبوة أو في إعلاناتها، وقد شاع وصْف الانطلاقة السحريَّة التي تجعل الشخصَ الذي يشربها يتخيَّل أن له أجنحة تدفعه بسعادة ليُحلِّق ويطير، كما تقول تلك الإعلانات!

وعلاوة على صياغتها بمِثْل (قد): التي تفيد التقليل أو may be، فإن الشركة المُنتِجة تبتغي الرِّبحَ، ويُناسِبها ألا تُقرأ (التحذيرات)؛ لتستمرَّ أرباح المبيعات من مشروبات الطاقة تتضاعف، وهكذا لم يتوقَّف تصاعُد أرباح ذاك القطاع بشكل مُطَّرِد منذ عام (2000) كما في المنشورات الاقتصادية.

وعندما تقع (حوادث مؤسِفة)، فالشركات تحمي ظهرَها بتلك التحذيرات!
مع قد أو may be مَن يقرأ ومَن يُنفِّذ؟! يُضاف لذلك واقع أن 66% من شاربيها الدائمين هم بأعمار (13- 35) سنة أكثر من ثلثيهم ذُكور! والفتيان من هؤلاء - دون عمر 16 - قلما يقرؤون! عمومًا هم يلعبون.. يمرحون.. يتمرَّنون.. يَسهرون لأسباب مُتنوِّعة، ويطلبون باستمرار المزيدَ من الطاقة، فلا يريدون قراءةَ ما قد يحول بينهم وبين كل ذلك، ومعلوم أن الطفل والمراهق قد يكون شَمُوسًا مُتمرِّدًا على التعليمات، حتى لو قرأها أو أُعلِم بها، "وأنوِّه إلى أن الإنسان في المراجع الطبية يُعَد طفلاً حتى عمر (18) عامًا على الأقل، وقد يَصِل سنُّ الطفولة في قوانين بعض الدول لـ: 21، أو 23 عامًا"[1].

ثانيًا: ركَنَ المراهقون والأطفال لدَلالات عامَّة مِثْل: وجود هذه المشروبات بالأسواق بشكل نِظامي، والإعلانات التِّجارية التي تُسوِّق لها في وسائل الإعلام، مما يجعلك تَحارُ في تفنيد الحُجَّة الجاهزة للمعتادين عليها: (لو كانت تَضرُّ ما سمحوا بها)، فما رصيد ذلك الركون وتلك الحُجَّة؟

أما وجودها نِظاميًّا: فالمشكلة عدم الالتزام بالضوابط التي وضعها العاملون في المجال الصحي، وسمحوا على أساسها بوجود تلك المشروبات في الأسواق وبتناول الجميع، وبالتالي برزت الآثار النفسيَّة والعصبية التي لا نَرصُدها في مجتمعنا؛ إذ يُخفيها الطفلُ والمراهق عن الأهل، وفيما بعد الأهل عن الطبيب وعن المجتمع، فتشتدُّ وتَزمَنُ مع الاعتياد على شكْل جيل متوتِّر، مُتردِّد ضعيف الإرادة، وبالتالي قليلاً ما يَعتمِد على نفسه، وهو مُصِرٌّ على الإفراط بتلك المشروبات التي يَغفُل الجميعُ عن أنها غالبًا هي المتَّهم الرئيسي، ويُشرِّقون ويُغرِّبون بحثًا عن الأسباب.

وكلها حالات وسلوكيات مُثْبَتٌ عِلميًّا ارتباطها بالتعود على: "مشروبات الطاقة التي تُحفِّز الجسم".

وبسبب تَزايُد تلك الأنماط النفسية عند المعتادين؛ تَذكُر المصادر الصحية المعتمدة مشروبات الطاقة كأحد مصادر التأثيرات النفسية المشابِهة لأضرار المواد المخدِّرة.. وتَقرِنها بها!

وبالنسبة للإعلام والدعاية: فهنا مصيدة الخداع الكبرى التي أشرنا لها، إذ تَحتلُّ إعلانات المنتجين مساحاتٍ واسعة في المراكز التِّجارية، وعلى أَرْفف المحال، وفي المجلات والمواقع الإلكترونية، وعلى لوحات الإعلان الطُّرقية، ويستهدف هذا المنتج حسَب التقارير العالمية الشباب من عمر 18 إلى 35 بالدرجة الأولى، ولكن الاستثمار الرابح هو في الأعمار الأصغر التي يَسهُل خداعها بعدَّة طُرُق، منها: تصوير نجومهم المفضَّلين في الفن والرياضة، وهم يتناولونها بجذل!

وحتى الأكبر سنًّا لا يُقاوِمون إغراءَ الترويج الباهر والجاد: مثلاً مقولة: إن المشروب يعمل على رفْع مستويات النشاط الذهني والجسدي.

الحقيقة تَسبِق الوهمَ (أعراض وأمراض):
يشعر الشباب أن تلك المشروبات تُنشِّط الذاكرة وتُحسِّن المزاج، والواقع أنها قد ترفع مستوى الأداء الإدراكي والبدني، ولكنه ارتفاع سريع ومؤقَّت، ما يَلبَث أن يليه انحطاط حاد وهبوط شديد في ذلك الأداء، وبعد مدة تسود شكاوى غير نوعية؛ مِثْل: الصداع المزمِن، والأَرَق، وكل ذلك مُرتَبِط بالآثار المتداخِلة والمتعاضدة.

تركيب تلك المشروبات وأساسه كالقهوين: الكافيين، ومادة التورين، وبعض الأعشاب (الجنسينج)، ويُضاف له الأثر غير المباشر للفيتامينات والمعادن[2]، إن هذه المكوِّنات مُنفرِدة ومجتمعة، ومع إيحاء الإعلان، وضغْط الأقران - تُعطي مَن يتناولها متعةً ونشاطًا، وتُسهِم في المرح الجماعي، ويقظةً تمنع النومَ أيام الامتحانات، ولكنها غالبًا ما تمنع المذاكرة والتركيز كذلك!

وقد يُدهِشك أن مشروبات الطاقة بالمحصِّلة لا تُعطي طاقة (كما تُروِّج لها وسائل الإعلام)، بل تعتبر من المواد المنبِّهة وحسب!! فالطاقة التي تُعطيها هي طاقة وهميَّة، والأخطر أنها صارت مع التجاوزات مشروبات إهدار طاقة وصحة وتهديد حياة، بل والأسوأ أنها تُسبِّب الاعتيادَ وربما الإدمان! وهو الجانب النَّفسي الذي كنا أشرنا له، والذي يُدرِكه الشباب متأخرًا، بعد أن تَستذِلَّهم بما يُشبِه تدخين التَّبْغ.

وفيما يلي أمثلة من الحقائق العلمية العالمية المثْبِتة لواقع نتجاهَله في بلادنا عن أضرار تلك المشروبات على الصحة عمومًا، وعلى نفوس وأجسام أطفالنا خصوصًا:
• من أستراليا (المجلة الطبية الأسترالية) رصدت دراسة حديثة (297) حالة مرضيَّة نتجت عن الكافيين الموجود بتركيز كبير في مشروبات الطاقة، كما وبلغ متوسط عمر الأشخاص المتضرِّرين 17 عامًا؛ أي: ضِمْن مجال الطفولة حسب الحدود الطبية والقانونية لمعظم دول العالم، كما أشرت[3].

عِلْمًا أن الأذى قد يَقَع في جميع الأعمار كما في الدراسات الأخرى، حيث وُثِّقت حالات سكتات دماغية وعُقْم، وازدياد ضغْط الدم مع اختلاطاته، وتَمَّ رصْد التأثير على وظيفة الكُلْية والكَبِد، وحدوث هشاشة العِظام[4]، وأصيب البعض بارتفاع مستوى السكر في الدم.

 معلومات فرنسيَّة: دراسة نُشِرت عام 2012، وجدت النتائجَ التالية للتناول العشوائي لمشروبات الطاقة عند أفراد أصحَّاء:
♦ ثلاثون حالة مرضيَّة شديدة على شَكْل صَرَع (نوب اختلاجية أو تشنجيَّة).

 اضطرابات قلبيَّة وحالات نفسيَّة عصبية منها حالات النسيان وعدم التركيز.

كما تَمَّ توثيق حالة وفاة بسبب مشروبات الطاقة.

 دراسة حديثة (2013) قام بها علماء من جامعة (بون) بألمانيا أظهرت أن تناول مشروب يحتوي على 32 مليجرام من مادة الكافيين لكل 100 مليليتر، و400 مليجرام من مادة (التورين) لكل 100 مليليتر، وهما من المواد الأساسية في معظم مشروبات الطاقة - كان له تأثير بالِغ على قوة انقباض عضلة البطين الأيسر في القلب (وهو البطين المسؤول عن ضخِّ الدم للجسم)، ووجدوا أن هذا التأثير قد يكون له عواقب صحيَّة خطيرة، وخصوصًا على قلوب الصغار، وعلى قلوب المصابين بأمراض في القلب، لدرجة قد تؤدِّي أحيانًا للوفاة.

 تقرير أصدرته هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عام 2007 حذَّرت فيه من أن بعض الشركات المنتِجة لمشروب الطاقة تُروِّج للمُنتَج على أنه بديل قانوني للمخدرات، فهل تُصدِّقون؟

والكارثة الكبرى - كما يقولون - أن مُروِّجي هذا المفهوم للمشروبات يُركِّزون على فئة الشباب الصِّغار والأطفال من الجنسين عبر رسائل يُوجِّهونها إليهم عن طريق التواصل الإلكتروني وبعض وسائل الإعلام؛ عِلْمًا بأن هذه المسألة ليست خاصة بأمريكا وحدها..

أطفالنا وهاجِس البحث عن الطاقة: لماذا الطفل؟ يُحاوِل خبراءُ الصحة منذ بعض الوقت أن يَلفِتوا انتباهَنا إلى مسألة خطورة استهلاك الأطفال لمِثْل هذه المشروبات، ففي عام 2011 نشرت مجلة "طب الأطفال" تقريرًا مُقلِقًا بعُنوان: "الآثار الصحية المترتِّبة على استهلاك مشروبات الطاقة من قِبَل الأطفال والمراهقين والكبار"، وحذَّر المقالُ من أن المخاطر الصحية تشمل خفقان القلب (تسرع - أكثر من 150 نبضة في الدقيقة - وعدم انتظام)، والسكتات الدماغية، وقد تَصِل إلى الموت المفاجئ في بعض الأحيان؛ كما حذَّر القائمون على الدراسة الأهالي من أن مشروبات الطاقة خطيرة بشكل خاص على الأطفال الذين يُعانون من داء السكري أو الاضطرابات القلبيَّة أو المصابين بداء "فرط الحركة ونقْص الانتباه" (ا.د.ه.د اختصارًا)! وإن معرفة ونشْر الجزئية الأخيرة هو غاية في الأهمية؛ لأن المراهقين والشبان المصابين بمتلازمة نقْص الانتباه وفَرْط الحركة بالذات يُكثِرون مِن تَناوُل تلك المشروبات؛ لتُحسِّن الانتباهَ الوقتي والوهمي الذي يحسون به.

وهي أمور تَحدُث في كلِّ الأعمار لا سيما عند: "التجاوز المزمِن للجرعة النظامية" التي تعتبر عُبوَّة 250 مل / يوميًّا، بينما معظم الشركات جعلت عبوَّتَها اليوم 400 مل وبعضها 750[5]!

وواقعيًّا رُغم أن الشركات المُنتِجة مُلزَمة - كما قلنا - بطبع تحذيرات على العبوة تُنوِّه إلى مخاطرها دون الثامنة عشرة، ورُغم الاتفاق على منْعها دون عمر 16 عامًا، فإن معظم مَن يتناولونها هم من الفئة الأصغر سنًّا، جهلاً أو تجهيلاً، وهم ضمانة الزيادة المطَّرِدة في نموِّ هذا القطاع التِّجاري ورباحه! ثم تَخيَّل أن يعتاد طفلك تلك المشروبات، خاصة إذا علِمتَ:
أن مائة مليجرام من الكافيين لطفلٍ وزنُه ثلاثون كيلو جرامًا، تُعادِل التأثير الضار لأربعمائة مليجرام على بالغٍ وزنُه مائة وعشرون كيلو جرامًا!

فما بالك بتأثير الكافيين المركَّز بشدة في مشروبات الطاقة على أجسام الصغار؟! وهي التراكيز التي تُمثِّل جرعات هائلة حتى بالنسبة للكِبار والبالغين، وما بالك بأن الجسم سيَستهلِك الكافيين ويَطْرح بقاياه جاعلاً الطفلَ المتوتِّر بشدة لهبوطه، يبحث بقلق عن عبوَّة جديدة، (وتلك آليات مُشابِهة لتأثير المخدرات)؟!

وعمليًّا: يُلاحِظ الأهلُ شعورَ الطفل بالتعب العام، والعصبية والتهيُّج بعد فترة من تَناوُله لمشروب الطاقة (بسبب الكمية الكبيرة من الكافيين)، ثم يُلاحِظونه في حالة مؤسِفة من التوتر العصبي والقلق، لا تزول إلا بشرب عبوَّة جديدة والاستزادة! وهكذا.

 التضليل الإعلامي لأطفال الطاقة والرياضة: أصدر المجلس الوطني للرياضة واللياقة البدنية في الولايات المتحدة تقريرَه السنوي لعام (2012)؛ بعُنوان "الشباب ومشروبات الطاقة" مُحذِّرًا من أن الأطفال يَخلِطون ما بين مشروبات الطاقة مِثْل (مونستر أو الوحش)، وغيرها التي يُروِّج لها نجومُهم المفضَّلون من الرياضيين، مع المشروبات الرياضية الحقيقية، وهذا وجه راعب لخطورة الترويج المخادِع!

وخير مِثال عليه تلك الشركة التي اشتهرت بإنتاج مشروب الفواكه للأطفال (ومقرُّها كورونا في كاليفورنيا)، وعندما نجحت في مجال مشروبات الطاقة قامت بتغيير اسمها إلى (الوحش -Monster) "ولا يُمكن لأحد ألا يُلاحِظ مشروبَ الطاقة (مونستر) على الرفوف في كلِّ مكان، فالشعار ذو الرسومات الوحشيَّة على العلبة، والألوان الصارخة التي تتميَّز بها منتجاتهم، إضافة إلى الأسماء التي يُميِّزون بها كلَّ نوع عن سواه، لا يُمكِن إلا أن تلفت الانتباه، وتَحتلُّ إعلاناتهم مساحات واسعة في المجلات واللوحات التجارية على الطرقات، حاملة شعارات صارخة ومثيرة للانتباه؛ مِثل: (أَطلِق الوحش في داخلك)، وغيرها من العبارات المشابهة، كما وتوجد لافتاتهم في كلِّ الأحداث الرياضية المهمة التي تُقام على مدار العام"[6]!

وأشير هنا إلى الخَلْط حتى من كثير من الرياضيين - لا سيما المبتدئين والصغار - بين مشروب الطاقة ومشروب الرياضة SPORT DRINK، ولا بدَّ من التنبه للفرق الكبير؛ فمشروب الرياضة يتكوَّن تحديدًا من: السكريات البسيطة، والأملاح المعدِنيَّة؛ كالصوديوم، والبوتاسيوم، ويعمل على تعويض المفقود من سوائل الجسم، ويمنع حدوثَ الجفاف، ويزوِّد الجسمَ بالسعرات الحرارية أثناء ممارسة النشاط الرياضي.

وقبل أن أَختِم، أُشير إلى حلقة في مسيرة شركة (مونستر) المذكورة:
فبعد أن استمرَّت انطلاقتها الرِّبحيَّة وزادت حجم عبوَّاتها كباقي الشركات، تضاعفت أسعارُ أَسهُمِها أخيرًا لعامَيْنِ متتاليين، قبل أن تنهار فجأة! وذلك عندما تُوفِّيت الطفلةُ أناييس فورنيير ذات الأربعة عشر ربيعًا جرَّاء أزمة قلبيَّة بعد تناولها عبوتين فقط من مشروب الطاقة (مونستر Monster)، وفي إثر ذلك، قرَّر والداها مقاضاةَ الشركة؛ ونتيجة لهذه الحالة وحالات أخرى مشابهة يُعتقَد أنها ترتبط بذات المشروب، فقد قرَّرت (دائرة الأغذية والدواء في الولايات المتَّحِدة الأمريكية FDA) التحقيقَ في الأمر.

إن ما سبق يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة، بشأن التوعية الصحية العامة، ويضع الأهلَ والشبابَ أنفسهم أمام مسؤولية الأمانة تُجاه ذواتهم هم.... وأسرهم.... والأُمة!

تَمَّ بعون الله



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

نموذج الاتصال

Nom

E-mail *

Message *

Traduction ترجمة

التسميات