ودارت
المناقشات والتصورات حول كيفية التعايش مع مستجدات عصر العولمة ، وأساليب
تقديم الإسلام للعالم بصورته الحضارية الحقيقية ، وطرق الرد على الافتراءات
التي تشوّه سمعته ، سواء أكان ذلك من الحاقدين من غير المسلمين ، أم من
المسلمين الذين يسيؤون بجهالتهم إلى دينهم العظيم .
وناقشت الحاضرات عدم وجود خطط مدروسة لمساعدة المسلمات في الخارج ، وهو ما يجعلهن يشعرن بأنهن يواجهن الضغوط والإغراءات وحدهن .
المسلمة الأندلسية :
عائدة
روميرو ، من أسبانيا ، فتاة في العشرين من العمر تتحدث اللغة العربية
الفصحى بطلاقة ، تعلمتها كما تعلمها أبواها اللذان أشهرا إسلامهما أيضـًا ،
وسافرت العائلة إلى مكة المكرمة لتتعلم الدين الإسلامي ، وأقاموا فيها مدة
تسع سنوات ، وهناك أصبح والدها أستاذًا في الشريعة الإسلامية وصارت
والدتها أستاذة في القراءة والتلاوة والتفسير ، وتقول : " الدين الإسلامي
انتشر في نفوس أهل الأندلس بيسر وسهولة ، اعتنقوه وعرفوا عاداته وتقاليده
التي مازلت باقية حتى الآن ، لكنه يجد أيضـًا العوائق والأضرار الناتجة عن
مؤامرات محاكم التفتيش ، التي حاولت بكل إمكاناتها تشويه صورة المسلمين ،
فحولوا المساجد إلى كنائس ، ودمروا الثقافة الإسلامية ، وطردوا المسلمين ،
وقالت : إن مشكلة الفتاة في البلدان الغربية أنها تتعلم دينها وسلوكها
الإسلامي في منزلها بين عائلتها ، وفي بعض الحالات بين مجموعات صغيرة
ومحدودة من المسلمين ، في المساجد والجمعيات المنتشرة في المدن الكبيرة .
والفتاة
عندما تنتظم في دراستها مع رفقائها في المدارس الغربية النصرانية أو
العلمانية ، تجد نفسها بين أمرين أولهما دينها وسلوكها الإسلامي ، الذي
عليها أن تحميه وتتمسك به ، وثانيهما رفقاؤها في المجتمع الغربي المغري
بالفساد والشبهات .
وأكدت ضرورة بناء مدارس ومعاهد إسلامية في البلدان
الأوروبية والغربية ، على أن تكون معترفـًا بها من الجهات الرسمية الحكومية
، وأعتقد أنه على الجمعيات والمنظمات الإسلامية في الأقليات المسلمة أن
تتمسك ببعضها بعضـًا ، وتعمل على كلمة واحدة ، حتى لا تشعر الفتاة المسلمة
بالوحدة والغربة في المجتمع الغربي ، وحتى توقن أن دينها شرف كبير وتاج على
رأسها .
وتضيف
عائدة : أن المجتمع الغربي مهما بلغ من العلم والتقنية إلا أنه ملوث في
جميع مجالاته ، وأشارت إلى إسهامات إسلامية في دعم المسلمين في أوروبا .
وتضيف
قائلة : إن أسبانيا ، التي ظلّت دولة إسلامية مدة ثمانية قرون لا تعطي
الآن أي اهتمام للغة العربية ، وكذلك للإسلام الذي لا يعرف أحد عنه شيئـًا ،
فيحاولون تشويهه بشتى السبل ، ويصورون المرأة المسلمة على أنها متخلّفة
وجاهلة .
وذكرت أن الحكومات الغربية تفرض قيودًا وقرارات ، مثل الزواج ،
وتعدّد الزوجات لا يقبلونه ، فالمرأة الثانية تعتبر كالعشيقة ولا يسمحون
للرجل المسلم بأن يتزوج للمرة الثانية.
مدونة الأحوال الشخصية :
وتشير
"مريم خنيجر " من المغرب ، إلى أن بلادها مقبلة على تطبيق مشروع الخطة
الوطنية لدمج المرأة في التنمية ، خلال السنوات الأربع المقبلة ، وتعتبر أن
هذا المشروع يلفظ آخر سمومه للقضاء على آخر حصن من حصون الإسلام المنيعة،
وهي " مدونة الأحوال الشخصية ".
صوّر هذا المشروع الظروف ، التي تعيشها
الفتاة المغربية المبنية على أُصول من الشريعة الإسلامية في صورة الانحطاط
والتخلّف والظلم، وتؤكد مريم أن هذا المشروع ليس وطنيـًا كما ادعى واضعوه ؛
لأنه عالج موضوع الأُسرة من منطلق أيديولوجي ضيق، وفي غياب العديد من
الهيئات الوطنية ، فلم تتم استشارة العلماء ، أو حتى استقراء آراء
المواطنين ، وجعل الطلاق في يد القاضي.
وقالت : إذا كان الطلاق من
الحرية الشخصية التي يجب أن تقيد بسبب آثاره السلبية على المجتمع ، أفلا
ينطبق الأمر بالأولى على الخمر ، والتي لها آثار مدمرة ، ليس على الأسرة
فحسب ، ولكن على المجتمع برمته ؟ أليس الخمر من أسباب العنف ضد النساء .
وذكرت
أن الأفكار التي ابتدعها المشروع تقسيم الملكية مناصفة بين الزوجين
المنفصلين بالطلاق ، كما حدد سن الزواج بالنسبة إلى الفتاة ابتداءً من
الثامنة عشرة ، واعتبرت ذلك نوعـًا من القهر النفسي والاجتماعي ، والغريب
في الأمر أنه في الوقت الذي ينادي المشروع بذلك ، نجده يشجع على العلاقات
غير الشرعية بين المراهقين والمراهقات ، ونشر ثقافة الجنس في المدارس ،
والدعوة إلى استعمال العازل الطبي ، حيث وصل الحال إلى توزيعه مجانـًا في
الأكشاك ، أليست هذه دعوة صريحة للجنس المحرم ، الذي اعتبره القرآن الكريم
فاحشة ومقتـًا ؟ ألا يعتبر 360 حالة أم عازبة تضع حملها في مستشفى " ابن
رشد " في الدار البيضاء خلال سنة واحدة وفي مدينة واحدة مؤشرًا خطيرًا ،
وكارثة وطنية؟.
قلب أفريقيا :
وتؤكد
" فاطمة الزهراء " من جمهورية تشاد التي يشكل فيها المسلمون 85 في المئة
من عدد السكان ، أن اللغة العربية هي اللغة المتداولة في تشاد ، رغم أن
الاستعمار الفرنسي فرض اللغة الفرنسية ، إلا أن اللغة العربية لها قوتها
وسيطرتها ، حتى أصبح في الدستور ، العربية والفرنسية لغتين رسميتين للدولة ،
وذكرت أن تشاد موجودة في قلب القارة الأفريقية ، وليس لها منفذ بحري ، إلا
أن الإسلام دخلها منذ زمن الهجرات ، وكانت لها ممالك إسلامية مثل " مملكة
كانم ، وبرنو ، وودّاي ، وباقري " وكانت اللغة المتعامل بها العربية
ودستورها الإسلام ، وعندما دخل الاستعمار عام 1900م أزال الممالك وفرض
اللغة الفرنسية .
وأشارت
إلى عدم تأثر البلاد بحركة التبشير باستثناء الجنوب ، حيث قامت حركات
التبشير بإمداد السكان بالمعونات المادية وبناء المستشفيات والمراكز الصحية
، وقالت : إن للفتاة المسلمة في تشاد ميزة خاصة ، وهي أنها محتشمة وملتزمة
بالأخلاق الحسنة ؛ لأن نشأتها في أُسرة إسلامية وأول نواة تعليمها هي "
الخلوة " وفيها تتعلّم تلاوة القرآن الكريم والعلوم الدينية ، ثم تلتحق
بالمدرسة الابتدائية ، وتكمل تعليمها .
وذكرت أن الفتاة التشادية كانت تسافر للدراسة في السودان وليبيا ونيجيريا وسوريا والجزائر ، كما أن لها دورًا في المجال الاقتصادي .
فقر وجهل :
وتؤكد
" مناية أبو بكر " من غانا ، أن المرأة تعاني الفقر والجهل ، وهي في عمر
الثلاثين تكون قد تزوجت ثلاث مرات ، وبشكل عام فإنها تسير وراء الصرعات
الغربية ، وكل ما يصدره لنا الغرب من نمط حياة وسلوك ، والمرأة ا لمسلمة لا
يوجد لها أي احترام ، والسبب في ذلك هو الجهل.
وتقول "كلثم كراسيروفا "
من روسيا : نحن أقلية مسلمة ، وبالاجتهاد سوف ينتشر الإسلام ، لقد انتشر
الفساد وتعاطي المخدرات بين الشباب من جميع الأعمار ، نحن نخشى على
مستقبلنا ؛ لأنه لا يوجد من يلتزم بالدين ، أنا أدرس في المعهد الإسلامي في
جمهورية "كازان " وهناك مكان واحد فقط في روسيا لتعليم الفتيات المسلمات ،
ولابد أن نهتم بالعلم ، كما أوصت أول آية نزلت في القرآن الكريم : (اقرأ
باسم ربك الذي خلق) .
وتضيف " نورا زكاي " من ألبانيا : إننا دولة يشكل
فيها المسلمون 87 في المئة من السكان ، ويحتاجون دعم إخوانهم المسلمين ،منذ
ثلاث سنوات بعد انتهاء الحرب في كوسوفا لم يزرنا أي وفد مسلم .
السفور بأمر الدولة :
وتقول
" خالدة الرميثاء " من تركيا : لا يمكن أن أدخل من ساحة المدرسة وأنا
أرتدي الحجاب ، كما أن المسلمات ممنوعات من ارتدائه على كل المستويات وفي
المدارس والجامعات والدوائر الحكومية ، فمنذ عامين طردت أكثر من ألف امرأة
من وظائفهن الرسمية بسبب قرار الحكومة منع الحجاب ، وأُجبرت أمي على ترك
عملها في المدرسة ، وكذلك زوجة عمي ، وهي مهندسة نووية ، وبهذا فإن
المسلمات في تركيا ، وخاصة المحجبات لن ينلن حقوقهن في التعليم والعمل .
شهادات :
وتتساءل
" أمل البوعينين " من قطر عما تبقّى من الحضارة المدعاة في العالم في هذا
القرن ، وتقول إن سحق الإنسان وإثقال كاهله بالمزيد من متاعب الحياة ربما
يحظى باهتمام أكبر ، وتقول : إن نصيب المرأة قد يكون أوفر في تحمّل الأعباء
خارج بيتها وداخله ، فهي اليوم باسم التطور السياسي تظهر كعبء على
المجتمعات المتحررة في أوروبا ، فالفتاة المسلمة بغض النظر عن أنها عربية
أو أوروبية تشغل بال أصحاب السياسة ، فمثلاً في الدنمارك الفتاة المسلمة "
إسلام أمين " من عائلة تركية مسلمة أرسلتها المدرسة الثانوية للتدريب
العلمي في فرع من فروع مركز تجاري شهير في كوبنهاغن ، فرفضتها إدارة المركز
بحجة ارتداء الحجاب ، فما كان منها إلا أن قدمت شكوى لوزارة العمل
الدنماركية ، التي أرسلت بدورها تحذيرًا لذلك المركز والمتاجر الأخرى بعدم
التعرض لمسألة الحجاب ، ولم يلتزم ذلك المركز بهذا الأمر ، فلم تقف عن
الدفاع عن حجابها قبل الدفاع عن تعليمها ، وقامت برفع دعوة قضائية أمام
المحاكم وانتصرت فيها .
وتضيف قائلة : إن من نماذج التحدي الفاضح ،
الذي تتعرض له المرأة المسلمة ، تلك البيانات التي صدرت عن مؤتمر السكان
والتنمية في القاهرة ، والذي حطّ من شأن المرأة ، والتكوين الأُسري السليم
الذي نادى به الإسلام ، فقد دعا إلى حرية الجنس للجميع دون أي التزام
قانوني أو أخلاقي .
ــــــــــــــ
المصدر: زهرة الخليج
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire